آخر الأخبار

الأربعاء، 20 يناير 2016

أ.احمد المثاني يكتب : كثير من الكلام وقليل من العمل

إن الناظر في مناهج التفكير و العمل ، و في خطابنا اللغوي ، يستطيع أن يستنتج ، و من خلال مئات الأمثلة ، أننا أمة نعلي من شأن الكلام بمختلف فنونه و أشكاله ، سواء أكان ذلك في ما نكتبه أم ما نلقيه .. و سواء كان ذلك في مجال الأدب أم في مجال العلم… و هنا يحدث الخلط و التداخل.. فنحن نسرف في الكلام تحت وطأة المهارات اللفظية ، من سجع و مترادفات و خلط المشعور بالمنثور .. و هذا التشويش في التعبير و اللعب على رنين الكلمات ، يجعل من الخطاب قرقعة و إطالة دون معنى واضح مفيد . و هذا ليس عيبا في اللغة و لكننا أفرغناها من مضامينها ، لكثرة الترداد و المبالغة .. و لعل الكاتب أو المتحدث ، يعوض عن عمق الفكرة و حقيقة الإنجاز بهذا الأسلوب . ماذا لو قمنا بجمع عشرات الخطب لمسؤولين ، على اختلاف مستوياتهم . و لو جمعنا عشرات لا بل مئات التقارير حول انجاز الوزارات او الدوائر او مجالس الخدمات المحلية ، سنجد أننا أمام مقدمات طويلة و مملة و أننا أمام ألفاظ و عبارات لا تؤشر بشكل دقيق لمنجز على أرض الواقع .. و هذا الأسلوب الذي نسمعه في مجلس النواب و غيرة لا يختلف عن أي تقرير لأصغر مجلس قروي .. شعارات و كليشيهات مغلفة بالوطنية ، و لكنها لا تصمد امام لغة الأرقام .. هل مرد ذلك أننا قوم تربينا على رواية القصائد و الأخبار و كتابة موضوعات " الإنشاء " فأصبح الكاتب أو المتحدث يداعب خيال السامع ..!! و نسينا أن العالم أصبح يدار بالحاسوب ، و الأمم تعبر عن فكرها و منجزاتها بلغة العلم المختصرة و الواضحة .. و تعتمد لغة علمية ، و نحن ما زلنا نعبر عن مشاريعنا و منجزات عملنا كما لو أننا نخطب أو نجر على الربابة !! ما أقصده يتضح لو أننا قرأنا تقريرا لشركة أو مؤسسة او استمعنا لمناقشة موازنة بنك او مشروع بلغة أجنبية .. عندها يسقط الانشاء و الكلام الزائد و أظن يصبح احترام العقل و المتلقي هو الأهم .. و يصبح بالنتيجة 1+1 يساوي 2 و دعوتي : قليل من الكلام و مزيد من العمل .. - أحمد المثاني -
شاهد المزيد
التعليقات