أ.عاقل الخوالدة يكتب : محمد الباير الذي لم يوفر الرصاصة.
بسرور غامر بثت الاوساط الإعلامية نبأ تسمية أحد شوارع مدينة الزرقاء باسم البطل محمد الباير الخوالدة ،وهي خطوة رائعة ولفتة طيبة تشكر عليها بلدية الزرقاء ممثلة برئيسها المتميز.
البطولة حالة مستمرة لدى المجتمعات، والبطولة في أغلب محطاتها ينجزها الشباب،ويقطف ثمارها الجميع،أقول الشباب لأن محمد الباير عندما سجل بطولته كان في ريعان الشباب ،ولأن سعادة رئيس بلدية الزرقاء الذي اتخذ القرار بإحياء ذكرى محمد الباير أيضا منحاز للشباب ومحسوب على هذا القطاع ،وما المبادرة التي أصر على الإقدام عليها الصديق الشاب أحمد عواد الخوالدة وتابعها الأخ العزيز موفق عسود الخوالدة إلا امتداد للبطولة وتغييب للذات أمام مطلب تاريخي نفتخر به جميعا...وهذا مؤشر مهم إلى أن جميع قضايانا لو تركت للشباب لقاموا بها خير قيام.
في أوساط كانون أول عام 2014 رحل محمد الباير الخوالدة تاركا وراءه ذكرا مسكيا ووساما قوميا على صدور الأردنيين .إنها البطولة الأكبر في مجتمعنا المحلي عبر النصف الثاني من القرن العشرين والتي اهتز لها العالم بأسره في وقتها.
كثرت الروايات الأقاويل التأويلات والاجتهادات عن الحادثة حتى رويت احداثها بعدة روايات وتحور تاريخها الفعلي الى تاريخ مخطوء ،فمحمد الباير أطلق النار على الطيار الإسرائيلي فارداه قتيلا...ثم جاءت الطائرات الإسرائيلية وقتلت الأغنام وحملت جثة الطيار و غنى أحد شعراء الشمال الأردني: ويش علومك يا ديان .. راعينا ذبح طيار ; هذه هي الرواية الشعبية المختزلة في الذاكرة المحلية لدى المجتمع المحلي عن بطولة محمد الباير، وماذا عن الحقائق التي يجب ان تعرفها الأجيال وتؤمن بقيمتها المتجددة؟! .
في العام الماضي قررت أن أقدم شيء لمحمد الباير وهو من باب الواجب لهذا الإنسان البطل وهو أمر يدخل ضمن اهتماماتي، ألا وهو الاطلاع على ما كتبته الصحف العربية التي عاصرت الحادثة.
فقد قمت بمراسلة مجموعة من الصحف، وحضيت بالاطلاع على أرشيف الصحف العربية الصادرة في مصر وسوريا والعراق بالإضافة إلى صحفنا المحلية الصادرة في الأردن وفلسطين.
وتمخض البحث عن كم هائل من الأخبار حول هذه الحادثة.
احتجبت عني صحف سوريا والعراق بسبب الأوضاع هناك ،بينما اروت العطش ثلاث صحف هي الأهرام المصرية والدفاع والدستور الأردنية..فيا ترى ماذا حملت لنا هذه الصحف من أخبار مهمة وشيقة عن محمد الباير الخوالدة ..هذا ما سنعرصه بالتفصيل إن شاء الله في الجزء الثاني من المقال.