آخر الأخبار

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

د. عمر محيسن الخوالدة ينشر : الشتاء ربيع المؤمن

الشتاء ربيع المؤمن اخرج الإمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي قال: ((الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ))، وأخرجه البيهقي وغيره بلفظ: ((الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ؛ طَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ))، حسَّنَهُ الهيثمي وغيرُه. وإنما كان الشتاءُ ربيعَ المؤمن لأنه يَرْتَعُ فيه في ميادينِ الطاعات، ويفرح في أنواع من العبادات، ويُنَزِّهُ قلبَهُ في رياض الأعْمَال المُيَسَّرَةِ فيه؛ فالمسلم يستطيع أن يصوم نهار الشتاء دون مَشَقَّةٍ ولا كَلَفَةٍ من جوع وعطش ونحو ذلك؛ لأن نهاره قصير بارد؛ ولذا قال أبو هريرة لأصحابه: ألا أَدُلُّكُمْ على الغَنِيمة الباردة؟ قالوا: بلى، قال: الصِّيامُ في الشتاء. وقد رُوي مرفوعًا ولا يثبت. ومعنى كونه غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت من غير قتال، ومن غير مشقة وعناء. وكذلك يقدر المسلم في الشتاء على قِيامِ لَيْلِهِ، مع أخْذِ نفْسِهِ حظًّا كاملاً من النوم، بخلاف ليل الصَّيف؛ فإنه لِقِصَرِهِ وشِدَّةِ حَرِّهِ تَغْلُبُ كَثْرَةُ النَّومِ فيه، ويَشُقُّ قِيامُهُ؛ فيَحتاج القيامُ فيه إلى مجاهدة كبيرة. جاء عن ابن مسعود أنه كان إذا دخل الشتاء قال: (جاءَكُمُ الشِّتاءُ، فَصْلُ بَرَكَةٍ؛ ليلُهُ طَوِيلٌ يُقام، ونَهارُه قَصِير يُصام)، ويقول الحسن البصري رَحِمَهُ اللَّهُ: "نِعْمَ زمانُ المؤمنِ الشِّتَاءُ؛ ليلُهُ طَوِيلٌ يَقُومُهُ، ونهارُهُ قَصِيرٌ يَصُومُهُ". وجاء عن عبيد بن عمير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أنه كان إذا دخل الشتاء قال: "يا أهلَ القرآنِ، قد طال ليلُكُم للقراءة فاقرَؤُوا، وقَصُر نهارُكم للصيام فصوموا". فحري بالمسلم أن يغتنم هذه الغنائم فالأعمال قليله والأعمار قصيره فأكثروا من الطاعات.
شاهد المزيد
التعليقات