آخر الأخبار

الأحد، 29 مايو 2016

"المرض العضال " سبب المشاكل بيننا


بلعما نيوز - د. ماجد العليمات : داء عضال، ومرض قلبي ، شره كبير ، وبلاؤه خطير، ما كان في مجتمع إلا وشتته ، كم صد عن الحق، وأضل من الخلق ، يحلق الدين ويهدم الدنيا، ويقضي على بواعث الخير بين المسلمين ،داء الأمم ومرض الشعوب انه الحسد، والحسد هو: أن يتمنى الإنسان زوال نعمة أنعمها على أي عبد من عباده ، وقد اختص الله عز وجل لنفسه أمور لا ينبغي لنا نحن البشر أن نعترض عليها منها العطاء والمنع ، قال سبحانه وتعالى " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " (الزخرف32)  وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام  بالابتعاد عن هذه الجناية الخطيرة فقال :" لا تحاسدوا " (رواه مسلم)  لماذا ؟ لان الحاسد اعترض على قضاء الله وقدره ولم يرضى به، ويكره لأخيه النعمة والخير ويفرح لمصيبة ويحزن لفرحه ، ولا يهدأ له بال إلا إذا رأى نعمة الله تزول عن غيره  وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام أضرار الحسود الخطيرة ، فتجد الحسود دائما معذب النفس منغص البال، دائم الهم كلما رأى نعمة عند غيره ازداد همه وغمه وكربه فالحسود في الدنيا تشبه باليهود وأجرم في حق غيره  ، وأما في دينه فالحسد يبطل الحسنات ، قال عليه الصلاة والسلام : " إياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " (رواه ابن ماجه) والحسود يعرض نفسه لسخط الله لأنه يكره نعم الله التي قسمها لعباده وهم في بطون أمهاتهم ، الحسد جناية خطيرة تسبب الأذى للحاسد والمحسود ، والحسد سبب معظم المشاكل بيننا ، والحسد جعلنا على غير قناعة بما قسم الله لنا ، والحسد انتشر بصورة كبيرة بيننا في هذا الزمن ، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك ينبغي على المسلم أن يجتنبه ، ويحذر منه ، ويحذر  منه الناس، وعلينا أن نستقبل الشهر الفضيل بسلامة الصدر والتبرؤ من أمراض القلوب ، هدانا الله وإياكم الصراط المستقيم ، وطهر قلوبنا من الحسد والنفاق والرياء وسيء الأخلاق وصلى وسلم وبارك على نبيه ومجتباه واله وصحبه ومن والاه .
شاهد المزيد
التعليقات