
بلعما نيوز - د. ماجد العليمات : داء
عضال، ومرض قلبي ، شره كبير ، وبلاؤه خطير، ما كان في مجتمع إلا وشتته ، كم صد عن
الحق، وأضل من الخلق ، يحلق الدين ويهدم الدنيا، ويقضي على بواعث الخير بين
المسلمين ،داء الأمم ومرض الشعوب انه الحسد، والحسد هو: أن يتمنى الإنسان زوال
نعمة أنعمها على أي عبد من عباده ، وقد اختص الله عز وجل لنفسه أمور لا ينبغي لنا
نحن البشر أن نعترض عليها منها العطاء والمنع ، قال سبحانه وتعالى " أَهُمْ
يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " (الزخرف32) وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالابتعاد عن هذه الجناية الخطيرة فقال :"
لا تحاسدوا " (رواه مسلم) لماذا ؟ لان الحاسد اعترض على
قضاء الله وقدره ولم يرضى به، ويكره لأخيه النعمة والخير ويفرح لمصيبة ويحزن لفرحه
، ولا يهدأ له بال إلا إذا رأى نعمة الله تزول عن غيره وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام أضرار
الحسود الخطيرة ، فتجد الحسود دائما معذب النفس منغص البال، دائم الهم كلما رأى
نعمة عند غيره ازداد همه وغمه وكربه فالحسود في الدنيا تشبه باليهود وأجرم في حق
غيره ، وأما في دينه فالحسد يبطل الحسنات
، قال عليه الصلاة والسلام : " إياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل
النار الحطب " (رواه ابن
ماجه) والحسود يعرض نفسه لسخط الله لأنه يكره نعم الله
التي قسمها لعباده وهم في بطون أمهاتهم ، الحسد جناية خطيرة تسبب الأذى للحاسد
والمحسود ، والحسد سبب معظم المشاكل بيننا ، والحسد جعلنا على غير قناعة بما قسم
الله لنا ، والحسد انتشر بصورة كبيرة بيننا في هذا الزمن ، ومع اقتراب شهر رمضان
المبارك ينبغي على المسلم أن يجتنبه ، ويحذر منه ، ويحذر منه الناس، وعلينا أن نستقبل الشهر الفضيل
بسلامة الصدر والتبرؤ من أمراض القلوب ، هدانا الله وإياكم الصراط المستقيم ، وطهر
قلوبنا من الحسد والنفاق والرياء وسيء الأخلاق وصلى وسلم وبارك على نبيه ومجتباه واله
وصحبه ومن والاه .
شاهد المزيد


