آخر الأخبار

الثلاثاء، 8 مارس 2016

أ. احمد المثاني يكتب : إليها في أكرم جوار

إلى من حملتني و هي تحمل أثقال الحياة و أعباءها .. حملتني بين الروح و الروح ، و بين النفس و النفس ..
و تزداد حمولة العائلة بفرد جديد .. و يكون مولدي ..
فغذيت من نسغ دمها ، و شاركتها نسمة الحياة ، و تركتها ترفع آلامها و آمالها .. دعوات للخالق ، أن تكتمل الشهور التسع .. لتبصرني بعين الفرح و هي تدعو يا مخلص النفس من النفس ..
إليك يا حانية .. يا من نسيت نفسك و أنت تتألمين ،، و تقومين بكل أعمال الأسرة التي توالى أعضاءوها .. حتى أصبحت تعجزين عن تذكر أسماءهم ..
لم تذهبي لمستشفى ولادة ، فكان الله بكرمه يفرجها عليك في بيتنا الصغير .. بجارة تهوى " القبالة" و لن أنسى ليلة أن ولدت " أختي" وحدك .. لكن عناية الله كانت معك ... و كنت في غيبة الترف ، و واقع ضيق ذات اليد .. تعجنين و تخبزين و تغسلين بيديك الكريمتين .. لن تعرف نساء اليوم ما معنى ولادة 14 نفسا .. و ما معنى خدمتهم و قد شبوا عن الطوق !!
إليك يا من تحملت ما لم نكن نحتمل .. و صبرت على ما لم نكن نصبر عليه .. حتى أخذ منك المرض كل مأخذ .. و ألزمك الفراش ، تلازمين أكياس الدواء ، لجسم انهكه العمر ، العمر الذي أعطى ورد الحياة لنا .. و علق بشوك الدنيا و آلامها ..
إليك يا سيدة النساء .. يا من ربيت رجالا .. و لم تعرفي طريق الرفاه لنفسك .. لم تذهبي لصالون تجميل .. و لم ترتادي معارض الألبسة و الموضة .. و اكتفيت بثوبك الأسود .. و طرزت ثناياه بعطفك و حبك .. و بساطة روحك .. لم تحضري منتديات و صالونات الوسط المخملي من نساء اليوم .. و لم تحاضري أو تطالبي بالمساوة .. و رضيت و روحك بالقليل و استعنت بالله على هم الزوج و هم العائلة ،، حتى تأكدت أنك نجوت باجتماع العائلة من حولك .. و كتب الله لك أن تري أحفادك ، يضيق بهم المجلس ،، و هم حواليك ..
كنت تجمعين الكبير و الصغير .. و كانت كلمة " يمه" أحلى نشيد
إليك ، و قد وجدت دارا خيرا من دارنا ،، و وجدت لقاء الكريم خيرا من هذه الحياة الفانية ، فلبيت نداء ربك ،، و قد أسلمت روحا متعبة و جسدا نحيلا نال منه المرض
.. إليك يا سيدة النساء .. في يوم المرأة العالمي و على مشارف يوم الأم
كل الحب و الرجاء أن يعوضك الله عما
أفضت به علينا و رضيت بالحرمان ..
و أسأل الله أن يغفر لك و أن تهنأ روحك و أنت في أكرم جوار ..
شاهد المزيد
التعليقات