آخر الأخبار

السبت، 5 مارس 2016

المفكر الإسلامي الدكتور طه جابر العلواني في ذمة الله

بلعما نيوز - في يوم ( 4 مارس/آذار 1935) ولد طه جابر العلواني في الفلوجة في العراق. وفي اليوم ذاته من عام 2016 توفي وهو في طريقة من القاهرة إلى واشنطن.
فليس من السهل أن نعطي هذه القامة حقه من فضله وعلمه وجهوده. وهذا التنويه والتعريف واجب لا بد من أدائه، لأنّ من حقِّ الأجيال الجديدة من أبناء الأمة أن يعرفوا فضل علمائهم.
تتلمذ الشيخ طه على كبار علماء العراق في أربعينيات القرن الماضي حتى الثانوية الشرعية، ثم واصل دراسته في الأزهر الشريف حتى الدكتوراه في أصول الفقه ، ومارس التعليم الشرعي والوعظ والخطابة والكتابة منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي. ونظرًا لمعارضته الجريئة لنظام حزب البعث، فقد اضطر لمغادرة العراق عام 1969 ، وعين بعد حصوله على الدكتوراه مدرسًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وبقي فيها عشر سنوات ، ثم قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتفرغ مع مجموعة من زملائه للعمل الفكري ضمن برامج المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وكان عضوا مؤسسًا لمجلس أمناء المعهد منذ نشأته، كما رأس المعهد  من عام 1988 إلى 1996. 
مارس الكثير من النشاطات العلمية والفكرية الإسلامية، وعمل عضوًا في كثير من المجامع العلمية الدولية والمحلية، فكان عضوًا مؤسسًا في رابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن ، وعضوًا في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة.
كما كان الرئيس المؤسس لمجلس الفقه الإسلامي في أميركا الشمالية، ورئيس التحرير المؤسس لمجلة "إسلامية المعرفة"، والرئيس المؤسس لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في فيرجينيا، وشغل منصب أول أستاذ كرسي للبرنامج المشترك في الدراسات الإسلامية الذي تقدمه عشر جامعات أميركية في منطقة واشنطن العاصمة، وغير ذلك كثير.
 فمنذ عام 1979 حرص على التعليم والتعلم ، ففي مجال التعليم لم ينقطع عن تقديم الدروس والحلقات والدورات التدريبية الشرعية في منزله ، على الرغم من مرضه المقعد في السنوات الأخيرة.
وفي مجال التعلم ، فإنه يحب أن يعرِّف نفسه بأنه طالب علم ، يرغب ألا يقف في علمه وفكره على تخصص محدد ، ويحرص على أية مناسبة تتاح له ليزداد علمًا ، سواءً في قراءاته أو مناقشاته أو زياراته أو في مجالس العلم التي يعقدها.
فكان دائم النمو والتطوير في صياغة أفكاره وتوضيحها وإعادة النظر فيها ، من خلال مرجعية ثابتة تنهل من القرآن الكريم بوصفه المصدر المنشئ للعلم والفكر، ومن السنة النبوية الشريفة بوصفها المصدر المبين للقرآن الكريم.
تنقل في اهتماماته وكتاباته العلمية من التخصص الأكاديمي في أصول الفقه ، إلى فقه الأقليات ، والأديان المقارنة ، والسنة النبوية ، وقضايا الفكر الإسلامي المعاصر. وتفرغ في السنوات الأخيرة لتدبر القرآن الكريم ونشر فيه حوالي عشرة كتب، وتحت الطبع ثمانية كتب أخرى. 
له من الأولاد الدكتور أحمد والدكتورة زينت والدكتورة رقية.
شاهد المزيد
التعليقات