آخر الأخبار

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

حمادة نايف الخوالدة يكتب : صرخة طفل



ذلك طفل الذي صوته أنعكس على كل جدران البيت... وركضت قدماه في كل أرجاء المنزل ...فخياله في كل ناحية تارة يضحك وتارة يبكي وتارة يشكوا وتارة يلعب ويشاغب يداه لامسة كل شيء ...ذكريات وإحساس وعاطفة وشجون أبوية اللذان كانا يحملان له كل ما هو جديد ...لينظرا إلى شقوته وضحكته التي ترتسم على جبينه وهو ينادي بابا ماما ...فيذكرهما باليوم الذي صرخ فيه ليخرج للحياة ويعطيهما معنى لها وجمال ورقه وبراءة وذكريات ينتعش القلب لذكراها ...............
فحين يدخل والده إلى البيت يجد من ينتظره وضحكته تتعالى وتناجي بابا وتنتظر بعض الحلوى وحين يجلس يرتمي في أحضانه يلتمس شوقه وحنانه... وحين يخرج يقف ليودعه وضحكته على فمه ..............
ولكن في ذلك اليوم الذي وقف كل عاده يودعه.... لم يحمل الأبتسامه.... ولم ينادي بابا لا تنسى كذا وكذا ..........ولكنه صرخ صرختا جمدت كل شيء وخدرته ليسكن كل شيء......... ثم غادر وهو يرتمي في حضن أمه المنفجعه ليكون أول حياته صرخة ونهايتها صرخة هي الأبشع في الحياة والأمر والأقسى على قلب والديه
طوت معها كل الذكريات لتعلق صورة رحيله بدلا من ذكريات الجميلة ...............تلك الصرخة كانت سببها طلقه ناريه خرجت من عدو لا يحمل الانسانيه لقلب طفل بريء لم يعرف الظلم والفساد والدماء ............كان يجهل ذوي الأصوات المدوية التي تقصف الحياة من حوله .................ولكنها كانت تشعره برعشة وخوف ترميانه إلى حضن أمة مسرعا ........ولكنه لم يعلم أن تلك الأصوات تهدم أحياء كاملة بكل من فيها وان حضن أمه الذي كان آمن وحنان أصبح يحمل الخوف والهلع والفجيعة

وها هو مرتمي بأحضانها يودع الأمن والآمان .....وبجانبه أخوه يمسك بيده ودموعه كأنها المطر يناجيه : أخي أخي تعال عد ولا تذهب ....كن عوني وشد أزري.... ألم يكن هذا البيت ساحتا نلهو بها ونلعب.... ونتدافع على الفراش نحلم معا ....كيف جعلوا بيتنا واحتا يسكن فيها الأطياف ....أخي لن يطول العدو ودمك سكن تراب سابقا أذكرهم وأسد بدمائك الطهور بدمائهم الفاسدة ثمنا .....يا أخي لأنهي كل فاسد تعالى وطغى
أخي سابقا أسمعهم صوت صرختك الذي سيكون شبحا يسكنهم الهلع والخوف كيف قتلوا قلبك الذي لم يعرف الحياة بعد ولا ظلام ....حرموه من أبسط حقوقه .....
ما ذنبك أخي صغير أكنت قاتلا .........؟أم آثما ............؟أو فاسد ...........؟أم مجرما ..........؟
لا أخي لكن قلوبهم المسودة وغاياتهم وحقدهم كان وحش ادخل الفساد في دمك العربي ....ثم يأتوا ليدعوا بأن لي حق وحقوق بأن أعيش.........!! يا أخي فكيف أعيش بعد أن قتلوك ..........؟
يا أخي لما لا يتذكرون من هم يموتون جوعا في صومال .............؟ومن يموتون ضحايا في فلسطين وليبيا ...............؟ويوقفوا فسادهم في سوريا .....................؟
والآن أخي نم ولكن لن تنام عيون طغاة ..........سأسيج لهم نهارهم سهرا .........وليلهم شبحا فتاكا أيطلبون تفسير الإرهاب وهم بقتلهم صنعوه ويدعون الإصلاح وقلوبهم تعطشت لدماء ..............؟؟؟؟
فأي أصلاح في قتل طفل لم يعرف الحياة بعد ومتى كان الإصلاح قتلا متوهجا ودمارا يقتصد خيرات وثروات البلد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شاهد المزيد
التعليقات