آخر الأخبار

السبت، 25 يونيو 2016

افضل الليالي التي يجب ألا تفوتك .. "الدكتور ماجد عليمات"

لئن مضى من شهركم كثير فقد بقي فيه بقية كان النبي عليه الصلاة والسلام يهتم بها اهتماما يزيد في العبادة، تقول السيدة عائشة
رضي الله عنها: كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " (مسلم) وتقول : كان إذا دخل العشر شد المئزر واحيا ليله وأيقظ أهله " ( البخاري)
وان مما يزيد العشر بركة وفضلا أن فيها ليلة خير من ألف شهر ، ليلة ليس لها مثيل ، هي أفضل ليالي الدهر ، وخير ساعات العمر ، تلك الليلة كالبدر في السماء ، وكالقلادة على العنق ، وكالتاج على الرأس ، سمى الله سورة باسمها ، فيها عظائم ونفحات ربانية وكرائم ، قال عليه الصلاة والسلام: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (متفق عليه) ، أي: مصدقا بثوابها ومحتسبا لذلك  .
متى ليلة القدر:
هي في رمضان المبارك ، وهي في العشر الأواخر منه، قال صلى الله عليه وسلم : " ليلة القدر في العشر الأواخر " (متفق عليه )
وهي في الأوتار منه اقرب ، قال عليه الصلاة والسلام :" فابتغوها في العشر الأواخر ، وابتغوها في كل وتر" (متفق عليه)
وقال : " التمسوها في العشر الأواخر فان ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي " (مسلم )
وجعل الله عز وجل لليلة القدر علامات، ولا يشترط للمسلم أن يراها بل يجتهد ويستعد ليرى الله إقبالا على عبادته وطمعا في جنته ، ومما ورد من أحاديث صحيحة في علاماتها التي تبين انها ليلة القدر  :
 أولا : تطلع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها ، قال عليه الصلاة والسلام : " صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست ، حتى ترتفع " (رواه مسلم ) ، والسبب لكثرة نزول الملائكة وصعودهم فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة شعاع الشمس .
ثانيا : يطلع القمر فيها مثل شق جفنه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيكم يذكر حين طلع القمر مثل شق جفنة " (مسلم)   أي : نصف قصعة .

ثالثا : تكون ليلتها معتدلة لا حارة ولا باردة ، قال عليه الصلاة والسلام: " ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ، رواه ابن خزيمة وصححه الألباني
رابعا : لا يرمى فيها بنجم ، قال عليه الصلاة والسلام : " إنها ليلة بلجة (منيرة) لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم "
وشاع عند العامة علامات باطلة لا توافق الشرع فقالوا إن ما ء البحر يصبح حلوا ، والكلاب لا تنبح ليلتها والحمير لا تنهق فيها ، والملائكة تسلم على المسلمين ، فهذا وغيره لا أصل له ولم يثبت عن نبينا عليه السلام ، وقد ترى ليلة القدر بالعيان : أي برؤية علاماتها ، أو بالمنام ، أو بالشعور والإحساس الصادق (مجموع الفتاوى لابن تيمية )
ويتحرى ليلة القدر بالدعاء والصلاة والاستغفار والاعتكاف وقراءة القران وكل عمل صالح يقرب إلى الله ، والمحروم من حرم خير هذه الليالي ، وعلى الغلفل ان يعجل ولا يؤخر ، قال سبحانه " يأيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون "

وقد قيل في الشعر:
لليلة القدر عند الله تفضيل---------- وفي فضائلها قد جاء تنزيل
فجد فيها على خير تنال به------------ أجرا فللخير عند الله تفضيل
ولا يغرنك الدنيا وزخرفها ----------- فكل شيئ سوى التقوى أباطيل
وعلى العاقل أن يغتنم هذه الأيام والليالي المباركة ،لعله يكون من المفلحين ، ومن الفائزين ، وقد لا تتكرر هذه الفرصه فكما قيل في الشعر :
إذا هبت رياحك فاغتنمها ------- فان لكل خافقة سكون
ولا تغفل عن الإحسان فيها ------ فلا تدري السكون متى يكون
وإذا درت نياقك فاحتلبها ------- فانك لا تدري الفصيل لمن يكون
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل، وجعلنا ممن يفوزون بأجر تلك الليلة العظيمة ، وصلى الله على نبيه ومصطفاه والى لقاء .
شاهد المزيد
التعليقات