آخر الأخبار

الخميس، 9 يونيو 2016

قيس الخوالدة يكتب : يكفي عبودية

فإن أجمل أرض الله في نظري * مهوى الفؤاد وعنوانُ الهوى حلب فيها نشأنا على درب الهدى وبها  تعيش أُمَّتنا الإسلامية اليومحِقبة من أشد الحِقَب حَرَجًا، وتُعاني أشدَّ المعاناة، من جرَّاء ما نزَل بها من الشدائد والمِحَن، وعلى الرغم من جَسَامة هذه المحنة - أعني: تمزيق أوصال الأمة الإسلاميَّة - فإن الاستسلام لها لهو أشدُّ خطرًا من المحنة ذاتها، بل إنَّ الذي يجب علينا في ظلِّ هذه الظروف - كأُمَّة لها أمجادٌ - أن نتكاتَف ونَجمع شَمْلنا؛ لمواجهة هذه التحدِّيات، واستعادة أمجاد أُمَّتنا، ولنا أن نَعلمَ أنَّ في الاتحِّاد قوَّةً، وفي التفرُّق ضَعْفًا، لنا أن نجعلَ من ذلك دافعًا لأن نكون يدًا واحدة، وأن نعملَ على نزْع الفُرقة والنزاع من بيننا؛ حتى نستعيدَ أمجاد أُمَّتنا الخالدة، وإنَّ الناظر لواقع الأُمَّة الإسلاميَّة اليوم - بكلِّ ما فيه من الأَسى - يتذكَّر حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه: ((يوشِك الأُمم أن تَدَاعى عليكم، كما تداعى الأَكَلة إلى قَصْعتها))، فقال قائل: مِن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم كثير، ولكنَّكم غُثاء كغُثاء السَّيْل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حُب الدنيا، وكراهية الموت))؛ رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والطبراني في الكبير عن ثوبان، وهذا هو واقع الأُمَّة الإسلاميَّة اليوم.   إنَّ افتقاد الأُمَّة الإسلاميَّة للقوة والإرادة لهو من الأسباب التي أدَّت إلى السقوط الحضاري والسقوط السياسي والثقافي، فتَفَتَّتت الأُمَّة وتبَعْثَرت، وتمزَّقت رُقعة التفكير في الوَحْدة وإعادة أمجاد الأُمَّة، فما عاد واقعنا اليوم كماضينا، وما أظنُّ أنَّ واقِعنا اليوم يحتاج إلى شواهدَ أو إسقاطات تاريخيَّة، وعَجْز الأمة عن استعادة أمجادها وحماية تاريخها المؤصَّل، كلُّ ذلك وغيره يشكِّل مواطنَ الضَّعف التي أُوتِينا من قِبَلها، وصِرنا هدفًا للغرب يُسيطر ويُهيمن عليه، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، وعلينا أن نعلمَ أنَّ العالَم الغربي بجميع طوائفه ليس له هدفٌ إلاَّ تفكيك العالَم الإسلامي، وتشريد المسلمين، وتقسيم البلاد إلى دويلات صغيرة، وذلك هو الواقع الذي يعمل من أجْله الغرب.
شاهد المزيد
التعليقات