
والشارة.... التي على صدرها الوسام... والشارة. بكل معاني السعادة والفخر تلقيت نبأ اللفتة الملكية الكريمة بمنح الدكتورة المبدعة هند غسان أبو الشعر وسام الملك عبد الله الثاني بن الحسين للتميز.هذا السخاء الذي قابله عطاء ثر قدمته هذه القامة الإبداعية الأكاديمية للوطن من إنجازات علمية بحثية في مجال التاريخ الحديث وبدايات النهضة العربية الحديثة وقد سارت بتمعن على الأثر التاريخي الذي تركه الأفراد والمؤسسات منذ العهد العثماني حتى يومنا هذا لترسم لقادم الاجيال لوحة تعبيرية عن الماضي وتفسر كثيرا من الغوامض وتجيب عن كثير من التساؤلات.. إن الوسام الذي برق بالتميز والعطاء ليختزل ذاكرة مكتظة بالعناء الناتج عن جدة البحث والدراسة وسبر أغوار الوثائق والمخطوطات والسجلات والمراسلات التي غاب وجهها في غبار الأيام وتراكم الحدثان، فمسحت ببصيرتها الثاقبة غبار هذا الزمن لتعيدنا إلى الزمن الجميل الفائض بالأحداث والتحولات، الزاخر ببطولات أبناء الأردن الحبيب والوطن العربي الكبير. إن أنموذج هند أبو الشعر الذي يعتبر قدوة للشخصية النسوية المبدعة التي ترفض الوقوف في المحطات، لهو الأنموذج الحقيقي للشخصية العربية المحبة للمعرفة الجامحة في سيرها نحو العلا والقابضة على جمر الصبر والسهر بين رفوف الكتب وما يورثه هذا الكفاح من عناء ومشقة وألم.. هند ابو الشعر ..كما ازدانت مكتبتنا العربية والعالمية بمؤلفاتك وتصنيفاتك وإبداعاتك في مجال التاريخ والآداب عبر مسيرتك التي تشبه سنابل القمح ذات موسم حصاد في مروج الحصن ،وهي تعطي وتعطي رافضة الاعتراف بسنوات الجفاف.. ..يزدان الوسام على صدرك أيتها الأردنية العروبية الشامخة..وهو ليس وسام لك فحسب فهو مبعث السعادة لمريديك وطلابك ومتابعي إبداعك ..وما أجملها من لحظات تلك التي يقدر فيها إنجازك ونحن نحتفل بأعياد الاستقلال و مئوية الأحرار في وطن الأحرار، ونعيش استذكار ما خطته يداك في هذا المجال ،فالتاريخ يا سيدتي لا زال يسجل ويضيف سطرا عن أستاذة أكاديمية أنتجت للأجيال رسالة الماضي واستحقت أن تكون جزءا من النهضة، فالنهضة والاستقلال حالة مستمرة من العطاء والبذل والتميز من الماضي إلى الحاضر إلى ما تصبو إليه الأجيال ..وعلى قلمك المعطاء السلام.
بقلم : عاقل محمد الخوالدة
شاهد المزيد