الوجاهة مأخوذة من لفظة الوَجِيهٌ ,والوجيه صاحب الجَاهٍ والمنزلة بين قومه ، وقد وردت في القرآن بحق عيسى عليه السلام : "وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " بمعنى صاحب منزلة عالية عند الله ، وشرف وكرامة .ولكل أمة من الأمم مورثها الثقافي والقيمي الذي تستند إليه في الحكم على المواقف والأشخاص والأحداث في ضوئه, وغالبا ما تكون هذه المعايير ثابتة بدرجة كبيرة لدى غالب الشعوب والأمم , والعرب كغيرهم من الأمم توارثوا معايير الوجاهة جيل عن جيل .
وقد توارث المجتمع الأردني هذه المعايير على أساس ما يقدم الإنسان لبني قومه بغض النظر عن المظاهر والشكليات , والعبرة بالخلق والأدب ,وبالعمل والعطاء , والخدمة العامة للناس , والإصلاح بين الناس ,والسعي بينهم بالخير, وتقديم يد العون والمساعدة لهم , فالرجال محاضر لا مناظر , وسيد القوم خادمهم , فمن يتواضع للناس ويساعدهم , ويسعى لخدمتهم يستحق الوجاهة .
أما معايير الوجاهة المعاصرة فتقوم على المجاملات , وصور النفاق الاجتماعي , وصدقات المصلحة , والمظاهر المادية البحتة كنوع البناء وأناقته وجماله وكلفته وإن خلا من استقبال الضيوف وحل مشكلات الناس , ومن المعايير موديل السيارة , ومنها صدقات الصالونات السياسية أو الاجتماعية , والقدرة على الاستعراض الاجتماعي , والبريستيج الاجتماعي الخالي من المضمون , ونوع الحفلات والمناسبات التي تقام للتدليل على الوجاهة .
والمجتمعات التي تبني معايير في الوجاهة على القشور والمظاهر معرضة للخطر .
شاهد المزيد


