أ.هاني الخوالدة يكتب : الساقطون من عين الله
سبحان من خلق الإنسان في أحسن تقويم ، واسند له مهمة عظيمة القدر جليلة الهدف ألا وهي عمارة الأرض واستخلافه فيها بعد أن زوده بأدوات الفهم والإدراك ، ويُتوج هذا التكريم بسجود الملائكة تشريفا لخليفة الله في الأرض . وتبدأ المعركة فيُعلن الكفر من رأس الجان وزعيمهم إبليس قاطعا العهد على نفسه بإغواء الوافد الجديد وذريته ، وهنا تتدخل العناية الإلهية معلنة أن من سار في رحاب الله فلا سلطان للأبالسة عليه . وتستمر المعركة فيكسب فيها إبليس جولات وجولات وإذ بالكثير من ذرية آدم يرتعون في حقل الرذيلة ، ويُغرقون الإنسانية بجحيم الجهل والخرافة والمجون ، ما تركوا نقيصة إلا وارتكبوها ولا كبيرة إلا ومارسوها ، غادرت الفضيلة جنبات نفوسهم فاستقذرت نفوسهم نفوسهم . ركبوا سفينة الكفر والفجور والإلحاد متغافلين أنهم عما قريب سيمثلون أمام الله وهناك في محكمة العدل الإلهية ستُنشر دواوينهم فيا ويح أمهم كيف حالهم سيكون . وسار في ركابهم سقط المتاع من هذه الأمة فراحوا وبمعول الرذيلة ينبشون في جدار الإسلام لعلهم يهدموا أركانه "فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " ، يا أيها الساقطون أو حسبتم بفجوركم أن تنالوا من عزة هذه الأمة خاب فألكم وطاش سهمكم فمن سقط من عين الله فلا قيمة له ولا حشيمة .