آخر الأخبار

الأحد، 7 فبراير 2016

أ.عاقل الخوالدة يكتب : ماذا كتبت الصحافة العربية عن محمد الباير الخوالدة (صور)

 استكمالا للمقال المنشور قبل اسابيع على موقع بلعما نيوز بعنوان (محمد الباير الذي لم

يوفر الرصاصة) أضع اليوم بين يدي القارئ الكريم ما كتبته الصحافة العربية إبان فترة البطولة التي سطرها المرحوم محمد الباير يوم الأربعاء 4-كانون أول 1968م الموافق 14-رمضان. وهذا هو التاريخ الحقيقي الذي نقلته لنا الصحف الصادرة في اليوم التالي 5كانون أول وما بعده من أيام. وقبل البدء بذكر الأخبار لابد من ان نقف عند الملاحظات التالية:
 1- أن حادثة قتل الطيار الإسرائيلي شكلت مادة إعلامية ضجت بها الصحافة العربية في الشام والعراق ومصر بالاضافة الى الصحافة المحلية.حيث تنافس الصحفيون بنقل الأخبار ومقابلة البطل محمد الباير و هناك مؤشر الى عقد مؤتمر صحفي في عمان تحدث من خلاله محمد الباير عن تفاصيل الحادثة وهذا مؤشر نجده في العدد الصادر يوم 5/كانون اول من صحيفة الأهرام المصرية التي كان يحررها محمد حسنين هيكل.
 2- إن أرشيف الصحف العربية التي قمت بمطالعتها هي صحيفة الأهرام المصرية من خلال المراسلة عبر موقعها الإلكتروني.  اما صحف العراق والشام فهي محتجبة اليوم بسبب الحرب ومع الأسف ضاع كم هائل من أرشيف هذه الدول.
 3- بالنسبة للصحف الأردنية فقد قمت بالاطلاع على ارشيف صحيفتين مهمتين كانتا من اهم الصحف عربيا في ذاك الوقت وهما صحيفة الدستور وصحيفة الدفاع ،وهذا الأرشيف موجود في قسم المصغرات الفلمية في مكتبة الجامعة الأردنية التي فتحت لي أبوابها واطلعت على كم هائل من الأرشيف المشابه برفقة الصديق محمد حسين منور الخوالدة منذ سنوات.
 4- للصحفي والمصور ( جورج كاززيان) الفضل في توثيق كثير من التفاصيل حول الحادثة وهو مثال الصحفي والإعلامي الحقيقي الذي يمكن ان نتنبه له اليوم في ظل كثرة الاعلاميين ومدعي المعرفة بالإعداد الصحفي،فقد قام جورج كاززيان بزيارة بلعما وتتبع تفاصيل الحادثة على الارض وسيرا على الأقدام ورغم الظروف الصعبة في وقتها وقام بتصوير البطل محمد الباير ونشر الصور لعدة صحف ومجلات عربية كما وثق صور للطائرة التي سقطت وسط قرية رحاب بشكل متميز. ناهيك عن إجراء مقابلة صحفية مع البطل محمد الباير في عمان وبثها في صحف أردنية وعربية شتى.
 5- يجب أن نعرف تداعيات الحادثة من خلال الاخبار السابقة لها وهي أن قوات عراقية كانت تتخذ من المفرق قاعدة لها بقيادة حسن النقيب جاءت لمساندة القوات الأردنية في حرب 1967 ولم تغادر المفرق بل استمرت بقصف مجموعة من مستوطنات اليهود في غور الأردن ،فقامت إسرائيل بدورها بتكثيف القصف على قرى زمال وكفر اسد والشمال الأردني وبعد عناء اكتشفت إسرائيل مصدر القصف فهاجمت اسراب طائراتها المفرق وتصدت لها القوات العراقية الأردنية فاسقطت تسعة طائرات في يوم واحد تدمر بعضها على الارض الاردنية وتابع بعضها مسيره غربا ليسقط غربي النهر . احدى هذه الطائرات أصيبت فنزل منها طيارها بالمظلة وسقطت في بلدة رحاب بينما نزل هو إلى الشمال الغربي من بلدة بلعما و دارت بينه وبين محمد الباير معركة انتهت بقتل الطيار وتسطير بطولة من بطولات الأردنيين الأشاوس.
 6- عندما بثت الصحف الخبر ذكرت أن محمد الباير هو أحد الرعاة في منطقة بني حسن وهذا المسمى قصد فيه الحط من قيمة العدو الذي سقط طياروه بيد الرعاة وليس المقصود الحط من قيمة البطل محمد الباير الذي هو من أبرز رجالات عشيرة الخوالدة وينتسب لعائلة ذات حضور واحترام على مدى الأجيال والى أيامنا هذه . نستعرض الآن مجموعة من المعلومات و الأخبار احتوتها الصحف العربية الأردنية الصادرة يوم 5-كانون أول عام 1968 وما بعده من أيام دون الخوض في تحليلها واعتمادا على المصادر التي قدمنا لها سابقا.
 * محمد الباير الخوالدة يبلغ من العمر أربعين عاما من قرية بلعمه .
 *الطائرة التي سقطت هي مقاتلة من نوع سوبر ماستير أما الطيار فهو برتبة ملازم اسمه ستيفن دايان من أقارب وزير الحرب الإسرائيلي موشي دايان وقد دفن في اليوم التالي في العفولة بمراسم عسكرية.
 *وزيرة الخارجية الإسرائيلية قالت أن عرب شرق الأردن متعطشون للدماء وانها ستنتقم من بيوت الشعر هناك.
 *جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه أمضى اليوم التالي في قيادة الأركان وكان من ضمن مقابليه محمد الباير،وظهرت بعدها فكرة الجيش الشعبي القائم على فكرة قدرة عامة الناس التصدي لأي هجوم قد يحدث في مناطقهم.
 *ألقى الرئيس المصري جمال عبد الناصر خطابا في اليوم التالي حيا فيه بطولة الأردن وشعبه. وشغل اسم محمد الباير افتتاحيات الصحافة لعدة أيام.
 *الرئيس العراقي أحمد حسن البكر يصرح يببقاء قواته المرابطة في المفرق ويحيي صمود الأردنيين.
 * بالخط العريض نقلت الصحف العربية خبر مفادة أن مسدس الطيار الإسرائيلي قد وصل الى بغداد كهدية للرئيس العراقي أحمد حسن البكر. وقد كان قائد القوات العراقية قد التقى بمحمد الباير ونقل اليه تحيات الرئيس العراقي ودعوته لزيارة بغداد وحضور احتفالات الجمهورية لكنه رفض واكتفى بتقديم مسدس الطيار الإسرائيلي كهدية للرئيس العراقي.
 *تفرعت عن التصريحات مقالات وتعليقات وافتتحيات جميعها تدور حول الحادثة فعلى سبيل المثال تركت التصريحات الإسرائيلية أصداء واسعه جعلت كثير من الكتاب يرد عليها مثال مقال بعنوان ( من المتعطش للدماء؟) .
 *أصر الأردن على نشر الاخبار المتعلقة بالحادثة لأن إسرائيل ادعت ان طيارها كان مسالما فجاءت تصريحات محمد الباير للصحفين بتفاصيل طويلة تفيد ان الطيار كان معتديا واطلق الرصاص على محمد الباير وان قتله تم بعد تبادل لإطلاق النار .
 *أبرز الصور التي ظهرت في الصحف هي صورة لمحمد الباير يحمل مسدسا بيده وأخرى نصفية بالاضافة لصور كثيرة للطائرة المدمرة وافراد الجيش حولها وصورة لجنازة الطيار الإسرائيلي.
 أرجو ان أكون قد اثريت المخزون المعرفي للقارئ الكريم حول هذه الحادثة وهذا البطل الذي تصادف يوم الاحتفال ببطولته عام 1968 بيوم رحيله عام 2013 بنفس التاريخ بعد مرور 45 عام على البطولة التي لن تنساها الأجيال ...أبدا.

 عاقل الخوالدة

* تنويه : الصور المرفقة هي من ارشيفي الخاص .






شاهد المزيد
التعليقات