أ. احمد المثاني يكتب : صداقة وأصدقاء
لتسأل نفسك و بعد هذه السنين التي
انسلخت من هذا العمر ، كم صديقا بقي معك ، في ساعات يسرك و عسرك .. مغالبا مشاغل الحياة ، و مقاوما تبدل المنافع و المطامع .. كم صديقا مازجت روحه روحك ، فاطمأننت إلى جانبه ، و استودعته سرك بكل ثقة ، فصارحته بما يضيق به صدرك .. فوجدت فيه اليد التي تمتد لتعينك ، و هو يصغي إليك لا متشفيا و لا متفضلا ..
كم صديقا أبقت لك الأيام من عداد المعارف و الرفاق من عهد الطفولة و الصبا .. و العمل .. أين الصديق الذي تلتقيه ببسمة ليس فيها مجاملة أو مداهنة ، و لا اصطناع قبلات الشوق الزائف ..
أين الصديق الذي يخفق قلبه محبة لك و سرورا بنجاحك ..
اين الصديق الذي تسند رأسك إلى كتفه ، فيمسح دمعة من عينك ، و يواسيك و يخفف لواعج حزنك ..
أين الصديق الذي تأنس بمجالسته ، و تستمتع بأحاديثه ، و ينشرح صدرك لملاقاته .. و إذا غاب اشتقت إليه و اشتاق إليك ..
أين الصديق الذي يصدقك .. و يكون ناصحا ، محبا ، وفيا ، سهلا غير متكلف او متزلف ..
هل اصبحت الصداقة في هذه الأيام عملة نادرة .. أرجو أن لا تكون كذلك .. و سلام على الأصدقاء الأوفياء ..
- أحمد المثاني -