آخر الأخبار

الاثنين، 25 يناير 2016

أ. احمد المثاني يكتب : وقفة تأمل و حالة الطقس…

. . سبق أن ختمت منشور لي سابق حول الشتوية بين الماضي و الحاضر بالقول : سامح الله من جعلوا المنخفضات الجوية كابوسا ، و بثا مباشرا .. و مع مقدم هذا المنخفض ، لاحظنا كثرة النشرات الجوية و تعددها .. و تخبطها ، و منافسة الخاص منها للرسمي . فجاءت بعض التنبؤات متناقضة او مشوشة ، من حيث نزول الثلج او عدمه ، و كم ارتفاع المناطق ، فمن قائل المناطق التي ترتفع 900 م ثم 800 و بعدين 1000 م .. و كلما فتحت على محطة طالعك المتنبؤون الجدد و الهواة . و هم يتحدثون بمنتهى الثقة ، كما لو اكتشفوا نظرية الجاذبية الأرضية او العالم الجديد !! و تعاملت وسائل الإعلام كما لو أن الأردن يشهد فصل الشتاء للمرة الأولى ، و كما لو أن الأردنيين لم يروا بحياتهم الثلج .. و ليسوا أبناء الأرض و الفلاحة و الزرع ! و تم التعامل مع المنخفض قبل حلوله بأسلوب الزفة ، درج يا غزالي .. و تم إعلان حالة أشبه ما تكون بحالة أيام الحرب ، و نتج عن ذلك شحن المواطنين و بث التعليمات كيف يسيروا و كيف و متى يخرجوا من بيوتهم و عليهم البقاء متمترسين أمام الشاشات ليقرأوا الخبر العاجل .. بإعلان العطلة عن العمل .. مع اول زخة ثلج او حتى مع أول زخة مطر .. كما لو أن ذلك يفسد "الجل " في رؤوس الشباب و الذي يسبب خراب التسريحات .. نحن أبناء هذا البلد الذين عشنا فصول الشتاء ، يوم أن كانت البيوت من الطين و القصب ، و كانت الطرقات مفروشة بوحل الطريق.. و كانت التدفئة بوسائل بسيطة .. و كنا نفرح لنزول المطر ، و ننتشي لنزول الثلج .. و مع ذلك ، لا تتوقف الحياة ، و لا نحتاج عشرين متنبئا جويا يلوك الكلام .. و يفسد علينا هذا الخير الهابط من السماء ، فتحيا به الارض و تحيا به النفوس . اي جيل هذا و اي دلال .. !! ماذا يصنع الناس بهذه الملايين من ارغفة الخبز التي تم ابتياعها .. و أين ستذهب بعد ان يمضي هذا الزائر الجميل .. كل الشكر للأجهزة الرسمية التي تسهر على خدمة المواطن و سلامته .. .. و لكن أما آن نغير طريقة تفكيرنا ، و لو بالعودة الى الماضي ، فنجعل من موسم الشتاء موسم فرح و يكفينا بطولات المتنبئين و كل شتوية و أنتم بألف خير - أحمد المثاني -
شاهد المزيد
التعليقات