آخر الأخبار

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

أ. احمد المثاني يكتب : العاشق

لم ينس أن يقبلها ، و يذرف دمعة حاول جاهدا إخفاءها ، و هو يحمل حقائب السفر .. كانت من بين كل المودعين ، ترتسم صورتها في خياله .. و يمر شريط الذكريات سريعا ، و يعيده إلى عهد الطفولة ، حيث كانت مدرج الفرح ، بالمشي و الركض في جنباتها .. و اللهو بمنعرجاتها . كان يركض نحو الشمس فوق زهرها و شوكها .. و يكبر و يكبر حبه لها ، و كانت تحنو عليه ، تطعمه من خير جنباتها ، و كانت حبات عرقه تطلع دحنونا و جدائل من سنابل .. و كانت فراشه إذا ضاقت الدار .. و كانت نزهته إذا تكاثرت الهموم .. لم ينس حمرتها و هو يكتحل بها .. و لم ينس كرمها للجميع .. للناس و الطير و الفراشات و أسراب الحمام .. كانت تتشوق ماء المطر للتتبرج بخضرتها و اختلاط ألوان زهرها .. أيتها الحبيبة ، بين جنباتك أبصرت نور السماء ، و على أديمك تمايلت الأغصان تراقص النسائم .. و حينما كنت تحردين لم أنس عصفك و لسع بردك .. لكنك كنت تتحضرين لمواسم الفرح .. اليوم تحملني الموانئ و المطارات لأغيب عنك ، باحثا عن لقمة العيش الكريم ، و حقك ما نسيتك و قد خبأتك في قلبي و بين الجفن و الجفن .. يسالونني على عتبات المهاجر عنك ، و يفضحني جواز سفري .. فاسمك مكتوب على صفحة القلب .. أنت حبيبتي أنت أرضي .. أنت وطني .
 - أحمد المثاني -
شاهد المزيد
التعليقات