آخر الأخبار

الأحد، 15 نوفمبر 2015

أ. احمد المثاني يكتب : هذه الحضارة


في عالم تتقاصر أطرافه ، و تكاد تنمحي الفواصل و الحدود بين أجزائه ، حتى أصبح كما يقولون قرية صغيرة .. نعم الأنسان بمعطيات العلوم المختلفة ، و شهد العالم تسارعا غير مسبوق في التطور و التقدم في وسائل العيش ، و أصبحت البشرية تحقق في بضع سنين ما كانت تحققه في قرون .. ففي كل يوم جديد .. و ما تراه اليوم و ما تستخدمه يصبح قديما بعد أشهر قليلة .. و هكذا اصبح الانسان عبدا للشركات و ما تنتجه و من خلال آلة دعائية ، تستهوي الفرد و تغذي فيه روح الاستهلاك لهذه المصانع التي تدفع بمئات السلع ، منها الضروري و كثير منها كمالي ..و صار الانسان عبدا للدعاية و الإعلان الذي يصوغه خبراء عرفوا كيف يغروننا بشراء السلعة و الاستغناء عنها او استبدالها بوقت قصير ..
انظر للهاث الكثيرين لشراء موديلات من السيارة و الثلاجة و الغسالة و حتى هذا الهاتف الذي بين أيدينا ، و لنسأل أنفسنا كم مرة غيرنا و استبدلنا .. و أنفقنا .

إن الكثير من الشركات المنتجة للمواد المختلفة ، الغذائية و غير الغذائية قد غزت لا بل استعمرت عقولنا .. بما تنتجه و فرضته باعتباره ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه .. في حين أن أجيالا عاشت و تستطيع العيش دون ذلك .. فهل عرف آباؤنا الكورن فلكس و الكباتشينو و الفاهيتي ..الخ و هل احتاجوا لأكثر من هاتف يؤدي وظيفة الاتصال ..
قد يقول قائل هذه ثمار الحضارة و معطياتها ، و هل المطلوب ان نبقى على ما وجدنا عليه آباءنا .. ?!
بالطبع لا . إنما المقصود أن الكثير من حاجاتنا يمكن ترشيدها .. و أن لا نكون ضحايا الاعلانات و الدعايات التي يقوم عليها مختصون في علم النفس .. و ما هذه المتاجر و الاسواق و المولات الا تطبيق لما قلناه بتزيين المعروض و لو حتى بالغلاف و اللون و طريقة العرض .
انظر لمعاجين الأسنان - على سبيل المثال - لتجد كل منها ينافس الآخر و يدعي فعاليته .. و نحن حينما نختار يجذبنا الغلاف بألوانه و حروفه النافرة و جمال التصميم !!! كذلك العطور و الساعات و غيرها .. نحن ندفع ثمن الدعاية و الشهرة . و ندفع ثمن الزجاجة او الغلاف .

بالنتيجة ، أصبح الانسان المعاصر عبدا للاستهلاك .. فزادت نفقاته… و زادت قمامته !! 

- أحمد المثاني -
شاهد المزيد
التعليقات