مدير تربية قصبة المفرق سابقا أ.احمد المثاني يكتب : فضائيات… خارج الزمن !
رحم الله أياما كان التلفزيون لا يحتاج منا الإمساك بالريموت كنترول ، ليس لصعوبة التنقل بين المحطات .. و إنما لقلتها ، و لكونها تبث من محطات أرضية .. ثم ما لبث أن جاءت الأقمار الصناعية ، و جاء معها البث الفضائي لعدد غير محدود من القنوات .. و الذي ألزمنا بإنزال الشبكات التقليدية .. و تركيب " الدشات" و أصبحنا نتنقل بين محطات الغرب و الشرق ، و أصبح الريموت لا ينفك من قبضتنا ، و نحن نتنقل من محطة لأخرى ..و كل يبحث عن اهتمامه و ما يوافق هواه .. و أصبح التلفزيون من أهم وسائل الدعاية و الإعلام . وصار موجها سياسيا ، يأتيك بالحقائق مثلما يأتيك بالأكاذيب .. و احتل التلفزيون الصدارة بمواكبة الوقائع و الحوادث و النزاعات ..
في جولة في المحطات الفضائية العربية ، لا تجد إلا القليل ، بعدد أصابع اليد ما التزم برسالة إعلامية ... و تأخذك الدهشة بكثرة المحطات العربية و تعددها لا بل تشابه أسمائها .. و أصبحت دكاكين .. دكاكين لتسويق البضائع ، للنفخ و الشفط و التصغير و التكبير !! مصحوبة بتلاوة القرآن الكريم .. دون خجل أو مراعاة بين حقارة ما تقرؤة ، و جلال ما تسمعه .. وهي تنتصر للرجولة العربية !!
و محطات أصبحت منابر للعشابين الجدد ،، هؤلاء الذين يحاولون جاهدين إثبات عدم جدوى كليات الطب .. فلديهم علاج ناجع لكل الأمراض .. من عشب و مراعي الطبيعة !! و خرج علينا من تسموا الشيخ أو الشيخة فلانة ، لجلب الحظ و فك السحر و فك المربوط و القرين و " بطح " اعتى الجن . و خرج بعضهم متخصصا بعلاج ما عجز عنه الطب ،، فالسرطان له عشبة و وصفة سحرية و كذلك عشبة تشفي من داء السكري .. و جلسات تعالج أصعب انواع الديسك .. كل هذا الهراء و هذه الأوهام يتم تسويقها بالفضائيات و الطب البديل .. البديل عن العقل و المنطق !!
.. و هناك فضائيات خصصها الإخوة للبعارين و عروضها .. و هي تتهادى مع سيارات الداتسون .. و العراضة تسير ، ابتهاجا بإبل فلان ابن علان .. و فضائيات تخصصت للقصيد و النار تأكل ثوبنا .. مديح و صف كلام و عراضات بالسيوف التي لم تشرب من دم الاعداء ..
و لم يبخل علينا اهل الفن الهابط بقنوات للرقص الشرقي و أغاني الإبتذال من مطربي الفئة العاشرة .. و سيل من التفاهات و الكليبات .. لنساء غادرن ساحة الشرف و رجال تبرأت منهم علائم الرجولة ..
و فضائيات تخصصت بالفتنة و المديح و التجريح ، اعلامها متكسبون متزلفون ، عن الحق معرضون .. يديرون برامج حوارية لسفلة القوم .. و فاقدي القيم و الأخلاق ..
... هكذا ركبنا الفضاء و أقماره الصناعية ..
و الأمة بويلاتها و همومها .. عذرا ..خارج التغطية !!
- أحمد المثاني -