أ. هاني منصور الخوالدة يكتب: الفكر بين الانصاف والاجحاف
الفكر بين الانصاف والاجحاف
وأنا أجيل النظر في كتاب الله المنظور وجدت كل ما فيه يقود الى الله سبحانه وتعالى ، ولعل حكمة الله تجلت في طلبه من عبادة النظر في كتابه المسطور ليهتدوا الى عظمة من يعبدون . " أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون " فأوتاد الارض ووديانها وهضابها وسهولها آيه " واﻷرض ﻣددﻧﺎﻫﺎ وأﻟﻘﯾﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ رواﺳﻲ وأﻧﺑﺗﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻛل ﺷﺊ ﻣوزون " والسماء وما فيها آية " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون " وان نفسي من نفسي عجيبة ، فما زلت اجهل الكثير عن مكنوناتها " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ " . فلقد زودنا الله سبحانه وتعالى بأدوات الفهم والادراك من سمع وبصر وعقل ، الا ان البعض حنطّ هذه الادوات فجمد فكره ، وتقلصت معارفه فانسدّ امامه الافق وضاق ، فما عرف التطور الى عقله سبيلا ولا الى قلبه دليلا ، فالجمود الفكري مذموم كله ، فما يصاب به انسان الا واشتغلت نفسه بتوافه الامور وسفاسفها ، وقصرت عزيمته عن ادراك عظيم الامور ومعاليها ، وتطامنت نفسه الى الوضيع من الاشياء . فمن اراد ان يحرر عقله من هذه الآفة فليمط لثام الجهل والخرافة والجمود عن عقله ويغلفه بغلاف العلم والفهم والدرايه ففيه الشفاء من علته . وصدق الشاعر اذ قال :
رأيت العلم صاحبه كريمٌ......ولو ولدته آباءُ لئِـامُ
وليس يزال يرفعه إلى أن......يُعظم أمره القوم الكرامُ
ويتبعونه في كل حالٍ......كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ماسعدت رجال......ولاعُرِف الحلال ولا الحرامُ.
بقلم : أ.هاني منصور الخوالدة